من النجاح إلى البؤس: كيف تحطمت أكاديمية فورشهايم
رجل يبلغ من العمر 66 عامًا من فورشهايم وحاصل على دكتوراه في الهندسة الميكانيكية يعاني من التشرد والأمراض الخطيرة بعد انفصاله.

من النجاح إلى البؤس: كيف تحطمت أكاديمية فورشهايم
توبياس ف.، البالغ من العمر 66 عامًا والحاصل على درجة الدكتوراه في الهندسة الميكانيكية من فورشهايم، لا يعيش حياة سهلة. لسنوات عاش حياة مرضية في صناعة الإعلان، حيث حصل هو وزوجته على دخل سنوي يزيد عن 100 ألف يورو. لكن ضربة القدر غير المتوقعة أنهت كل شيء. وبعد انفصاله عن زوجته، لم يخسر منزله فحسب، بل خسر الاستوديو الخاص به أيضًا، إذ كان يعتمد على عقد الزواج. بعد الانفصال، كان من الصعب عليه الحصول على موطئ قدم في المجال الإبداعي كشخص يعمل لحسابه الخاص، وكانت حياته العملية تشهد صعودًا وهبوطًا مستمرًا.
وبعد العمل في وظائف مؤقتة لفترة من الوقت، نفد ماله في النهاية وأصبح بلا مأوى. وجد توبياس في البداية مكانًا للإقامة حيث أصبح استهلاك الكحول يمثل مشكلة خطيرة بشكل متزايد. ومع ذلك، بعد ثلاثة أشهر، تمكن من تقليل الكحول دون مساعدة خارجية، مما وفر أول بصيص من الأمل. ومع ذلك، فقد واجه العديد من التحديات: كانت حالته الصحية مثيرة للقلق لأن توبياس يعاني من مرض في القلب، وهو أمر مثير للقلق حيث لا يتجاوز معدل نتاج القلب 14 بالمائة. في المجتمع الطبي، يُعرف هذا أيضًا باسم "متلازمة القلب المكسور"، والتي، على الرغم من ارتباطها غالبًا بالاضطراب العاطفي، يمكن أن يكون لها أيضًا عواقب جسدية خطيرة. تشير دراسة أجرتها AOK إلى أن مشاكل القلب المفاجئة يجب أن تؤخذ على محمل الجد، وغالبًا ما تكون مصحوبة بمضاعفات حادة.
التحديات المادية والمالية
يرتدي توبياس الآن جهاز تنظيم ضربات القلب مع مزيل الرجفان، وكان مستعدًا لعملية زرع قلب منذ شهرين. كما أنه يعاني من مرض باركنسون ولا يستطيع المشي أكثر من 50 مترا في المرة الواحدة. هذا ما تبدو عليه الحياة اليومية للصانع السابق اليوم: في شقته الصغيرة في الطابق السفلي، حيث تضع تكاليف التدفئة عبئًا إضافيًا عليه، يعيش على بدل الأمن والرعاية الأساسيين. تبدو الحياة الآمنة بعيدة المنال بالنسبة له.
ولا تعتبر حالته حالة معزولة، حيث كان الفقر بين كبار السن في ألمانيا يمثل مشكلة متنامية لسنوات. وفقًا لدراسة مالطية، تأثر حوالي واحد من كل تسعة أشخاص فوق سن 65 عامًا في عام 2005. وبحلول عام 2024، يمكن أن يرتفع هذا العدد إلى أكثر من واحد من كل خمسة أشخاص فوق سن 75 عامًا. ويظهر هذا التطور أن المزيد والمزيد من الناس يواجهون صعوبة في تلبية احتياجاتهم الأساسية مع تقدمهم في السن.
الطريق إلى العزلة
لا يعاني توبياس من الشكاوى الجسدية فحسب، بل يعاني أيضًا من العزلة الاجتماعية. يتذكر أنه لائق عقليًا جدًا لدرجة أنه لا يمكنه الذهاب إلى دار رعاية، وهو ما أكده له الأخصائي الاجتماعي. لسوء الحظ، فشل بحثه عن مكان جديد للعيش فيه بسبب إدخالاته السلبية في شوفا. ويزيد هذا الوضع من الشعور بالعجز والوحدة، حيث أن المخاوف المالية غالبا ما تحد من المشاركة الاجتماعية.
دورة من الدمار غالبًا ما تنجم عن الصعوبات المالية ونقص الدعم الاجتماعي: يُحرم توبياس من خيارات مثل خدمة توصيل الوجبات "Meals on Wheels" لأنه لا يستطيع تحمل تكاليفها. ومن أجل توفير حياة أفضل له، تدعو منظمة "الفرح للجميع" الناس إلى جمع التبرعات ودعم توبياس.
تعتبر قصة توبياس إف بمثابة تذكير قوي بالتحديات التي يتعين على العديد من كبار السن التغلب عليها اليوم. يُظهر هذا التحول من محترف محترم إلى متقاعد محتاج بشكل مثير للإعجاب مدى السرعة التي يمكن أن تتغير بها ظروف الحياة ومدى أهمية الدعم والتضامن في مثل هذه الأوقات.