الهجوم الإسرائيلي: منشأة فوردو النووية في بؤرة الصراع!
وتشن إسرائيل هجمات على البرنامج النووي الإيراني، بما في ذلك منشأة تخصيب اليورانيوم في فوردو، لمنع التصعيد النووي.

الهجوم الإسرائيلي: منشأة فوردو النووية في بؤرة الصراع!
في الأيام القليلة الماضية، تدهور الوضع في الشرق الأوسط بشكل كبير. وتشن إسرائيل هجوما ضد البرامج النووية الإيرانية، بما في ذلك عدة هجمات تستهدف منشآت رئيسية. والهدف الرئيسي هو منشأة تخصيب اليورانيوم في فوردو، والتي لم يتم تدميرها بعد ولكنها ذات أهمية قصوى لإسرائيل في منع بناء سلاح نووي إيراني. وأوضح سفير إسرائيل في واشنطن، يحيئيل ليتر، أنه "يجب القضاء على فوردو" في نهاية العملية.
وتدور مئات من أجهزة الطرد المركزي في فوردو، لتخصيب اليورانيوم بدرجة نقاء تصل إلى 60 بالمئة. ووفقاً للتقارير الأخيرة، يمتلك الإيرانيون حالياً حوالي 409 كيلوغرامات من هذه المادة التي تكاد تكون صالحة لصنع الأسلحة. وتتطلب القنبلة النووية ما لا يقل عن 42 كيلوغراما. ولا تثير هذه التطورات قلقا بين إسرائيل فحسب، بل بين الدول الغربية أيضا. وإيران هي الدولة الوحيدة التي لا تمتلك أسلحة نووية والتي تقوم بتخصيب اليورانيوم إلى هذه المستويات العالية من النقاء، الأمر الذي أكسبها اهتماما خاصا وضغوطا من المجتمع الدولي.
معنى فوردوس وردود الفعل الدولية
وكما أفاد Mainpost، تخطط إيران لزيادة الطاقة الإنتاجية في فوردو بشكل كبير. وينص الاتفاق الأخير مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية على أن إيران وافقت على زيادة المراقبة للإبلاغ عن المزيد حول محطات التخصيب المحولة. ومن المتوقع أن تؤدي هذه التغييرات إلى زيادة معدل إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب من 4.7 كيلوغرام إلى أكثر من 34 كيلوغراما شهريا.
وعلى هذه الخلفية، تحذر الوكالة الدولية للطاقة الذرية القيادة الإيرانية إذا استمرت في هذا التصعيد. وتدعو القوى الأوروبية طهران إلى اتخاذ إجراءات فورية لخفض التصعيد. ويشير "المونيتور" إلى أن الإيرانيين يؤكدون على حقهم في الحصول على الطاقة النووية للأغراض السلمية، لكن هناك شكوكا كبيرة حول هذا الادعاء. توصف تحركات إيران الأخيرة لتخصيب اليورانيوم بأنها "مقلقة للغاية" وقد تواجه عقوبات إذا لم يتحسن الوضع.
الهجمات والاستراتيجيات العسكرية
ونفذت إسرائيل يوم الجمعة هجوما غير مسبوق على عدة أهداف إيرانية، بما في ذلك منشأة التخصيب في نطنز ومنشآت عسكرية في طهران. وتستند هذه القرارات إلى افتراض مفاده أن إيران قريبة من استكمال البنية التحتية القادرة على إنتاج الأسلحة النووية. ووفقا للخبراء، فإن التحول من نسبة التخصيب بنسبة 60% إلى 90% قد يكون ممكنا في غضون أيام قليلة.
ويقول خبراء مثل جان بوسيه من جامعة الجيش الألماني في ميونيخ إن إيران قادرة من الناحية الفنية على إنتاج ما يكفي من اليورانيوم عالي التخصيب لصنع عدة قنابل نووية، لكنها لا تزال تفتقر إلى الرؤوس الحربية المناسبة. ويدعم تقرير شامل صادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية التقييم القائل بأن إيران تقترب من تحقيق تقدم حاسم يمكن أن يزيد من تأجيج الصراع. ويؤكد رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي أيضًا أن الهجمات الحالية يمكن أن تسبب تأخيرات، لكنها لن تحقق هدفًا طويل المدى ما لم يتم العثور على حلول بديلة من خلال الوسائل السياسية.
وفي وقت حيث الوضع الجيوسياسي في الشرق الأوسط هش، هناك خطر حدوث تصعيد عسكري كبير. وتدعم الولايات المتحدة إسرائيل في هذه الجهود ومن الممكن تفعيل "محور المقاومة"، الأمر الذي قد يؤدي إلى أزمة إقليمية. ورغم أن الميليشيات الموالية لإيران تتصرف بحذر حتى الآن، فإن استقرار المنطقة لا يزال محفوفا بالمخاطر. وتتطلب التطورات الأخيرة اهتماما دقيقا وإجراءات سريعة من جانب المجتمع الدولي.
باختصار، يمكن ملاحظة أن الصراعات العسكرية والتعقيدات الدبلوماسية المحيطة بالبرنامج النووي الإيراني تلعب دوراً مركزياً في التوترات الجيوسياسية الحالية. وستكون الفترة المقبلة حاسمة في مراقبة ما إذا كان هناك تراجع في التصعيد أو زيادة حدة الصراعات.
يمكنك أيضًا العثور على المعلومات الحالية حول الوضع في هذه التقارير: ZDF.